وقال لهم : إني أريد أن أجعل نفسي الليلة قرباناً لأجل عيسى، وقد حضرني علم وأريد أن أخبركم في السر لتحفظوا عني وتدعوا الناس إلى ذلك.
ويقال أيضاً إنه أصبح يوماً وفتح عينه الأخرى ثم دعاهم وقال لهم : جاءني عيسى الليلة، وقال : قد رضيت عنك، فمسح يده على عيني فبرئت، فالآن أريد أن أجعل نفسي قرباناً.
ثم قال لهم : هل يستطيع أحد أن يحيي الموتى ويبرىء الأكمه والأبرص إلا الله تعالى؟ فقالوا : لا.
فقال : إن عيسى قد فعل هذه الأشياء، فاعلموا بأنه هو الله.
فخرجوا من عنده.
ثم دعا طائفة أخرى فأخبرهم بذلك أيضاً، وقال : إنه كان ابنه ثم دعا بطائفة ثالثة وأخبرهم بأنه ثالث ثلاثة، وأخبرهم بأنه يريد أن يجعل نفسه الليلة قرباناً، فلما كان في بعض الليل خرج من بين ظهرانيهم، فأصبحوا وجعلوا كل فريق منهم يقول : قد علمني كذا وكذا.
وقال الفريق الآخر : أنت كاذب بل علمني كذا وكذا، فوقع بينهم القتال فاقتتلوا وقتلوا خلقاً كثيراً وبقيت العداوة بينهم ﴿ إلى يَوْمِ القيامة ﴾ وهم ثلاث فرق، فرقة بينهم النسطورية قالوا المسيح ابن الله.
وصنف منهم يقال : لهم الماريعقوبية قالوا : إن الله هو المسيح.
وصنف يقال لهم : الملكانية، قالوا : إن الله ثالث ثلاثة المسيح وأمه والله.
فأغرى بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة.
ويقال : ألقى بينهم العداوة بالجدال والخصومات في الدين، وذلك يحبط الأعمال.
وقال معاوية بن قرة : إياكم وهذه الخصومات في الدين، فإنها تحبط الأعمال.
ثم قال :﴿ وَسَوْفَ يُنَبّئُهُمُ الله بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ﴾ يعني : ينبئهم في الآخرة الذي هو على الحق. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال ابن عطية :