فائدة
قال الفخر :
في قوله ﴿أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمَا﴾ وجهان :
الأول : أنه صفة لقوله ﴿رَجُلاَنِ﴾،
والثاني : أنه اعتراض وقع في البين يؤكد ما هو المقصود من الكلام. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ١٥٨﴾
قال ابن عاشور :
ووُصف الرجلان بأنّهم ﴿ من الّذين يخافون ﴾ فيجوز أن يكون المراد بالخوف في قوله :﴿ يخافون ﴾ الخوفُ من العدوّ ؛ فيكون المراد باسم الموصول بني إسرائيل.
جعل تعريفهم بالموصولية للتعريض بهم بمذمّة الخوف وعدم الشجاعة، فيكون "مِن" في قوله :﴿ من الذين يخافون ﴾ اتّصالية وهي الّتي في نحو قولهم : لستُ منك ولستَ منّي، أي ينتسبون إلى الذين يخافون.
وليس المعنى أنّهم متّصفون بالخوف بقرينة أنّهم حرّضوا قومهم على غزو العدوّ، وعليه يكون قوله :﴿ أنعم الله عليهما ﴾ أنّ الله أنعم عليهما بالشجاعة، فحذف متعلّق فعل "أنعم" اكتفاء بدلالة السياق عليه.
ويجوز أن يكون المراد بالخوف الخوفَ من الله تعالى، أي كان قولهما لقومها "ادخلوا عليهم الباب" ناشئاً عن خوفهما الله تعالى، فيكون تعريضاً بأنّ الذين عصوهما لا يخافون الله تعالى، ويكون قوله :﴿ أنعم الله عليهما ﴾ استئنافاً بيانياً لبيان منشأ خوفهما الله تعالى، أي الخوف من الله نعمة منه عليهما.
وهذا يقتضي أنّ الشجاعة في نصر الدّين نعمة من الله على صاحبها.
ومعنى ﴿ أنعم الله عليهما ﴾ أنعم عليهما بسلب الخوف من نفوسهم وبمعرفة الحقيقة.


الصفحة التالية
Icon