﴿ ادخلوا عَلَيْهمُ الباب ﴾ أي باب مدينتهم وتقديم ﴿ عليها ﴾ عليه للاهتمام به لأن المقصود إنما هو دخول الباب وهم في بلدهم أي فاجئوهم وضاغطوهم في المضيق ولا تمهلوهم ليصحروا ويجدوا للحرب مجالاً ﴿ فَإذَا دَخَلْتُمُوهُ ﴾ عليهم الباب ﴿ فَإنَّكُمْ غالبون ﴾ من غير حاجة ( إلى ) القتال فإنا قد رأيناهم وشاهدناهم أن قلوبهم ضعيفة وإن كانت أجسامهم عظيمة فلا تخشوهم واهجموا عليهم في المضايق فإنهم لا يقدرون على الكر والفر، وقيل : إنما حكما بالغلبة لما علماها من جهة موسى عليه السلام، و( من ) قوله :﴿ التي كتب الله لكم ﴾ [ المائدة : ٢١ ]، وقيل : من جهة غلبة الظن، وما تبينا من عادة الله تعالى في نصرة رسله، وما عهدا من صنع الله تعالى لموسى عليه السلام في قهر أعدائه، قيل : والأول : أنسب بتعليق الغلبة بالدخول.
﴿ وَعَلَى الله ﴾ تعالى خاصة ﴿ فَتَوَكَّلُواْ ﴾ بعد ترتيب الأسباب ولا تعتمدوا عليها فإنها لا تؤثر من دون إذنه إن ﴿ كُنْتُمْ مُّؤْمنينَ ﴾ بالله تعالى، والمراد بهذا الإلهاب والتهييج وإلا فإيمانهم محقق، وقد يراد بالإيمان التصديق بالله تعالى وما يتبعه من التصديق بما وعده أي : إن كنتم مؤمنين به تعالى مصدقين لوعده فإن ذلك مما يوجب التوكل عليه حتماً. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٦ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon