وذكر ابن سعد في الطبقات عن ابن عباس والزمخشري عن الكلبي قالا : كان بين موسى وعيسى ألف سنة وسبعمائة سنة، وألف نبيّ، زاد ابن عباس من بني إسرائيل دون من أرسل من غيرهم، ولم يكن بينهما فترة.
والمعنى : الامتنان عليهم بإرسال الرسل على حين انطمست آثار الوحي، وهم أحوج ما يكونون إليه ليعدوه أعظم نعمة من الله وفتح باب إلى الرحمة، ويلزمهم الحجة فلا يعتلوا غداً بأنه لم يرسل إليهم من ينبههم من غلفتهم.
وأن تقولوا : مفعول من أجله فقده البصريون : كراهة أو حذار أن تقولوا.
وقدره الفراء : لئلا تقولوا.
ويعني يوم القيامة على سبيل الاحتجاج.
﴿ فقد جاءكم بشير ونذير ﴾ قيل : وفي الكلام حذف أي : لا تعتدوا فقد جاءكم بشير، أي لمن أطاع بالثواب، ونذير لمن عصى بالعقاب.
وفي هذا ردّ على اليهود حيث قالوا : ما أنزل الله من كتاب بعد موسى ولا أرسل بعده.
﴿ والله على كل شيء قدير ﴾ هذا عامّ فقيل على كل شيء من الهداية والضلال.
وقيل : من البعثة وإمساكها.
والأولى العموم فيندرج فيه ما ذكروا. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٣ صـ ﴾