قال ابن كثير : والمقصود من هذه الآية، أن الله بعث محمداً ﷺ على فترة من الرسل، وطموسٍ من السبل، وتغير الأديان، وكثرة عبّاد الأوثان والنيران والصلبان. فكانت النعمة به أتمّ النعم، والحاجة إليه أمر عام، فإن الفساد كان قد عمّ جميع البلاد، والطغيان والجهل قد ظهر في سائر العباد. إلاّ قليلاً من المتمسكين ببقايا من دين الأنبياء الأقدمين. كما روى أحمد عن عياض المجاشعي - رضي الله عنه - أن النبيّ ﷺ خطب ذات يومٍ فقال في خطبته :< وإن ربّي، أمرني أن أعلّمكم ما جهلتم مما علمنّي في يومي هذا. كلّ مال نحلته عبادي حلال. وإني خلقت عبادي حنفاءَ كلهم، وأنهم أتتهم الشياطين فأضلّتْهم عن دينهم. وحرمتْ عليهم ما أحللتُ لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً ثم إن الله عزّ وجل نظر إلى أهل الأرض فمقتهم. عجميهم وعربيهم. إلاّ بقايا من أهل الكتاب. وقال : إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك. وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء. تقرؤه نائماً ويقظاناً... > انتهى.