والثاني : أن هذا متعلق بقوله ﴿يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير﴾ [ المائدة : ١٥ ] وهذه القصة وكيفية إيجاب القصاص عليها من أسرار التوراة، والثالث : أن هذه القصة متعلقة بما قبلها، وهي قصة محاربة الجبارين، أي اذكر لليهود حديث ابني آدم ليعلموا أن سبيل أسلافهم في الندامة والحسرة الحاصلة بسبب إقدامهم على المعصية كان مثل سبيل ابني آدم في إقدام أحدهما على قتل الآخر.
والرابع : قيل هذا متصل بقوله حكاية عن اليهود والنصارى ﴿نَحْنُ أَبْنَاء الله وَأَحِبَّاؤُهُ﴾ [ المائدة : ١٨ ] أي لا ينفعهم كونهم من أولاد الأنبياء مع كفرهم كما لم ينتفع ولد آدم عند معصيته بكون أبيه نبياً معظماً عند الله تعالى.
الخامس : لما كفر أهل الكتاب بمحمد ﷺ حسداً أخبرهم الله تعالى بخبر ابن آدم وأن الحسد أوقعه في سوء العاقبة، والمقصود منه التحذير عن الحسد. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ١٦١﴾
وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ واتل عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابني آدَمَ بالحق ﴾ الآية.
وجه اتصال هذه الآية بما قبلها التنبيه من الله تعالى على أن ظلم اليهود، ونقضهم المواثيق والعهود كظلم ابن آدم لأخيه.
المعنى : إن هَمَّ هؤلاء اليهود بالفَتْك بك يا محمد فقد قتلوا قبلك الأنبياء، وقتل قابيل هابيل (١)، والشَّر قديم.
أي ذكّرهم هذه القصّة فهي قصة صِدق، لا كالأحاديث الموضوعة ؛ وفي ذلك تَبْكِيتٌ لمن خالف الإسلام، وتسليةٌ للنبي صلى الله عليه وسلم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٦ صـ ﴾