فلما تُقبل قربان هابيل لأنه كان مؤمناً قال له قابيل حسداً : لأنه كان كافراً أتمشي على الأرض يراك الناس أفضل منيا؟ ﴿ لأَقْتُلَنَّكَ ﴾.
وقيل : سبب هذا القُرْبان أن حوّاء عليها السلام كانت تلد في كل بطن ذكراً وأنثى إلاّ شيثاً عليه السلام فإنها ولدته منفرداً عوضاً من هابيل على ما يأتي، واسمه هبة الله ؛ لأن جبريل عليه السلام قال لحوّاء لما ولدته : هذا هبة الله لك بدل هابيل.
وكان آدم يوم ولد شِيث ابن ثلاثين ومائة سنة وكان يزوّج الذكر من هذا البطن الأنثى من البطن الآخر، ولا تحل له أخته تَوْءمته ؛ فولدت مع قابيل أختاً جميلة وآسمها إقليمياء، ومع هابيل أختاً ليست كذلك وآسمها ليوذا ؛ فلما أراد آدم تزويجهما قال قابيل : أنا أحق بأختي، فأمره آدم فلم يأتمر، وزجره فلم ينزجر ؛ فاتفقوا على التقريب ؛ قاله جماعة من المفسرين منهم ابن مسعود.
وروى أن آدم حَضَر ذلك.
والله أعلم.
وقد روي في هذا الباب عن جعفر الصادق : أن آدم لم يكن يزوّج ابنته من ابنه ؛ ولو فعل ذلك آدم لما رغب عنه النبي ﷺ، ولا كان دين آدم إلا دين النبي ﷺ، وأن الله تعالى لما أهبط آدم وحوّاء إلى الأرض وجمع بينهما ولدت حوّاء بنتاً فسماها عناقاً فبغت، وهي أوّ ل من بَغَى على وجه الأرض ؛ فَسَلط الله عليها من قتلها، ثم ولدت لآدم قابيل، ثم ولدت له هابيل فلما أدرك قابيل أظهر الله له جنيَّة من ولد الجن، يُقال لها جمالة في صورة إنسيَّة، وأوحى الله لآدم أن زوجها من قابيل فزوجها منه ؛ فلما أدرك هابيل أهبط الله إلى آدم حُورِية في صفة إنسية وخلق لها رحماً، وكان اسمها بزلة، فلما نظر إليها هابيل أحبها ؛ فأوحى الله إلى آدم أن زوّج بزلة من هابيل ففعل.
فقال قابيل : يا أبت ألستُ أكبر من أخي؟ قال : نعم.


الصفحة التالية
Icon