ومنه الحديث " مِن جَرَّاي " أي : من أجْلِي.
و" من " لابتداء الغاية، أي : نَشَأ الكَتْبُ، وابتدى من جناية القَتْلِ.
ويجُوزُ حَذْفُ " مِنْ " واللاَّم وانتصاب " أجْل " على المَفْعُول له إذا استكمل الشُّروط له.
قال :[ الرمل ]
١٩٥٥ - أجْلَ أنَّ اللَّهَ قَدْ فَضَّلَكُمْ.........
والثاني : أجَازَ بعض النَّاس أن يكون مُتعلِّقاً بقوله :" من النَّادمين " أي : ندم من أجْلِ ذلك، أي : قَتْلِهِ أخاه قال أبو البقاء : ولا تتعلَّقُ بـ " النَّادمين " ؛ لأنَّه لا يحسن الابتداء بـ " كَتَبْنَا " هنا، وهذا الردُّ غير وَاضِح، وأين عَدَمُ الحُسْنِ [ بالابتداء ] بِذَلك ؛ ابتدأ الله - تعالى - إخْبَاراً بأنَّه كتب ذلك، والإخْبَار مُتعلِّق بقصة ابْنَيْ آدم إلا أنَّ الظَّاهر خلافه كما تقدَّم.
[ والجمهور على فتح همزة " أجل "، وقرأ أبو جعفر بكسرها، وهي لغة كما تقدم ] ورُوي عنه حذفُ الهمزة، وإلقاءُ حركتها وهي الكسرة على نون " مِنْ "، كما يَنْقِل وَرْش فتحتها إليها، والهاء في " أنَّه " ضمير الأمْر والشَّأن، و" منْ " شرطيَّة مبتدأة، وهِيَ وخَبَرُها في مَحَلِّ رفعٍ خبراً لـ " أن "
قوله تعالى " بِغَيْر نَفْسٍ " فيه وجهان :
أحدهما : أنه مُتَعَلِّقٌ بالقتل قَبْلها.
والثاني : أنَّه في مَحَلِّ حالٍ من ضمير الفاعل في " قتل "، أي : قَتلها ظالماً، ذكره أبو البقاء.
وقوله تعالى " أوْ فسادٍ " الجمهور على جَرِّهِ عَطْفاً على " نَفْس " المجرور بإضافة [ " غَيْر " إليها ]، وقرأ الحسن بنصبه، وفيه وجهان :
أظهرهُمَا : أنَّه منصوبٌ على المَفْعُول بعامل مضمر يَلِيقُ بالمَحَلِّ، أي : أو أتى أو عَمِل فََسَاداً.
والثاني : أنه مصدرٌ، والتقدير : أو أفْسَد فَسَاداً بمعنى إفساد فهو اسْمُ مَصْدَر، كقوله :[ الوافر ]
١٩٥٦ - وَبَعْدَ عَطَائِكَ المائَةَ الرِّتَاعَا...
ذكره أبو البَقَاء.


الصفحة التالية
Icon