وقال السمرقندى :
﴿ ألَمْ تَعْلَمْ أنَّ الله لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ ﴾ يعني : خزائن السموات والأرض، يعني : خزائن السموات المطر، وخزائن الأرض النبات.
ويقال :﴿ لَّهُ مُلْكُ السموات والأرض ﴾ يحكم فيها ما يشاء، ﴿ يُعَذّبُ مَن يَشَاء ﴾ إذا أصرّ على ذنوبه، ﴿ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء ﴾ إذا تاب ورجع، ومعناه : أن السارق إذا تاب، ورد المال لا يقطع ويتجاوز عنه، وإن لم يتب قطعت يده.
ألا ترى أن الله تعالى قال :﴿ لَّهُ مُلْكُ السموات والأرض، يُعَذّبُ ﴾ إذا لم يتب ويتجاوز إذا تاب، فافعلوا أنتم مثل ذلك، لأن الله تعالى مع قدرته يتجاوز عن عباده، وهو قوله :﴿ والله على كُلّ شَيْء قَدِيرٌ ﴾ من المغفرة والعذاب. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال الماوردى :
قوله تعالى :﴿ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ويَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ ﴾ فيه تأويلان :
أحدهما : يغفر لمن تاب من كفره، ويعذب من مات على كفره، وهذا قول الكلبي.
الثاني : يعذب من يشاء فى الدنيا على معاصيهم بالقتل والخسف والمسخ والآلام وغير ذلك من صنوف عذابه، ويغفر لمن يشاء منهم فى الدنيا بالتوبة واستنقاذهم بها من الهلكة وخلاصهم من العقوبة. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٢ صـ ﴾
وقال الخازن :
قوله عز وجل :﴿ ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض ﴾
الخطاب للنبي ﷺ والمراد به جميع الناس وقيل معناه، ألم تعلم أيها الإنسان فيكون الخطاب لكل فرد من الناس أن الله له ملك السموات والأرض، يعني أن الله مدبر أمره في السموات والأرض ومصرفه وخالق من فيها ومالكه لا يمتنع عليه شيء مما أراده فيهما لأن ذلك كله في ملكه وإليه أمره ﴿ يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء ﴾.