ولما كان التقدير : فما أولئك بالمريدين للحق في ترافعهم إليك، عطف عليه قوله :﴿وما أولئك﴾ أي البعداء من الله ﴿بالمؤمنين﴾ أي العريقين في صفة الإيمان بكتابهم ولا بغيره مما يستحق الإيمان به، لأنهم لو كانوا عريقين في ذلك آمنوا بك لأن كتابهم دعا إليك. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٤٥٨ ـ ٤٥٩﴾

فصل


قال الفخر :
قوله تعالى ﴿وَكَيْفَ يُحَكّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التوراة فِيهَا حُكْمُ الله ﴾
هذا تعجيب من الله تعالى لنبيّه عليه الصلاة والسلام بتحكيم اليهود إياه بعد علمهم بما في التوراة من حد الزاني، ثم تركهم قبول ذلك الحكم، فعدلوا عما يعتقدونه حكماً حقاً إلى ما يعتقدونه باطلاً طلباً للرخصة، فلا جرم ظهر جهلهم وعنادهم في هذه الواقعة من وجوه :
أحدها : عدولهم عن حكم كتابهم،
والثاني : رجوعهم إلى حكم من كانوا يعتقدون فيه أنه مبطن،
والثالث : إعراضهم عن حكمه بعد أن حكموه، فبيّن الله تعالى حال جهلهم وعنادهم لئلا يغتر بهم مغتر أنهم أهل كتاب الله ومن المحافظين على أمر الله. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ١٨٧﴾
وقال الآلوسى :


الصفحة التالية