وقوله سبحانه :﴿ مِن بَعْدِ ذلك ﴾ أي من بعد أن يحكموك تصريح بما علم لتأكيد الاستبعاد والتعجب، وقوله عز وجل :﴿ وَمَا أُوْلَئِكَ بالمؤمنين ﴾ تذييل مقرر لفحوى ما قبله، ووضع اسم الإشارة موضع ضميرهم قصداً إلى إحضارهم في الذهن بما وصفوا به من القبائح إيماءاً إلى علة الحكم مع الإشارة إلى أنهم قد تميزوا بذلك عن غيرهم أكمل تميز حتى انتظموا في سلك الأمور المشاهدة، أي : وما أولئك الموصوفون بما ذكر بالمؤمنين بكتابهم لإعراضهم عنه المنبىء عن عدم الرضا القلبي به أولاً وعن حكمك الموافق له ثانياً، أو بك وبه، وقيل : هذا إخبار منه تعالى عن أولئك اليهود أنهم لا يؤمنون بالنبي ﷺ وبحكمه أصلاً.
وقيل : المعنى وما أولئك بالكاملين في الإيمان تهكماً بهم. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٦ صـ ﴾
وقال القرطبى :
قوله :﴿ وَمَآ أولئك بالمؤمنين ﴾ أي بحكمك أنه من عند الله.
وقال أبو علي : إن من طلب غير حكم الله من حيث لم يرض به فهو كافر ؛ وهذه حالة اليهود. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٦ صـ ﴾