" فائدة "
قال النسفى :
وإنما حذره وهو رسول مأمون لقطع أطماع القوم. أ هـ ﴿تفسير النسفى حـ ١ صـ ٢٨٧﴾
فصل
قال الفخر :
المراد يبتليهم بجزاء بعض ذنوبهم في الدنيا، وهو أن يسلطك عليهم، ويعذبهم في الدنيا بالقتل والجلاء، وإنما خصّ الله تعالى بعض الذنوب لأن القوم جوزوا في الدنيا ببعض ذنوبهم، وكان مجازاتهم بالبعض كافياً في إهلاكهم والتدمير عليهم، والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١٤﴾
وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ فَإِن تَوَلَّوْاْ ﴾ أي فإن أبوا حكمك وأعرضوا عنه ﴿ فاعلم أَنَّمَا يُرِيدُ الله أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ﴾ أي يعذبهم بالجلاء والجزية والقتل، وكذلك كان.
وإنما قال :"ببعض" لأن المجازاة بالبعض كانت كافية في التدمير عليهم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٦ صـ ﴾
فائدة
قال ابن عطية :
وخصص تعالى إصابتهم ببعض الذنوب دون كلها لأن هذا الوعيد إنما هو في الدنيا وذنوبهم فيها نوعان : نوع يخصهم كشرب الخمر ورباهم ورشاهم ونحو ذلك، ونوع يتعدى إلى النبي والمؤمنين كمعاملاتهم للكفار وأقوالهم في الدين، فهذا النوع هو الذي يوجد إليهم السبيل وبه هلكوا وبه توعدهم الله في الدنيا، فلذلك خصص البعض دون الكل، وإنما يعذبون بالكل في الآخرة. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
فائدة
قال الفخر :
دلت الآية على أن الكل بإرادة الله تعالى، لأنه لا يريد أن يصيبهم ببعض ذنوبهم إلا وقد أراد ذنوبهم، وذلك يدل على أنه تعالى مريد للخير والشر. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١٤﴾
قوله تعالى ﴿وَإِنَّ كَثِيراً مّنَ الناس لفاسقون﴾
قال الفخر :
﴿وَإِنَّ كَثِيراً مّنَ الناس لفاسقون﴾ لمتمردون في الكفر معتدون فيه، يعني أن التولي عن حكم الله تعالى من التمرد العظيم ولاعتداء في الكفر. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١٤﴾
وقال السمرقندى :
﴿ وَإِنَّ كَثِيراً مّنَ الناس ﴾ يعني : رؤساء اليهود، ﴿ لفاسقون ﴾ يعني : لكافرون.
والفاسق هو الذي يخرج عن الطاعة. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾