وقال أبو حيان :
﴿ فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة ﴾ الخطاب للرسول ﷺ، والذين في قلوبهم مرض عبد الله بن أبيّ ومن تبعه من المنافقين، أو من مؤمني الخزرج متابعة جهالة وعصبية، فهذا الصنف له حصة من مرض القلب قاله ابن عطية.
ومعنى يسارعون فيهم : أي في موالاتهم ويرغبون فيها.
وتقدّم الكلام في المرض في أول البقرة.
وقرأ ابراهيم بن وثاب : فيرى بالياء من تحت، والفاعل ضمير يعود على الله، أو الرأي.
قال ابن عطية : ويحتمل أن يكون الذين فاعل ترى، والمعنى : أن يسارعوا، فحذفت أن إيجازاً انتهى.
وهذا ضعيف لأنّ حذف إنْ من نحو هذا لا ينقاس.
وقرأ قتادة والأعمش : يسرعون بغير ألف من أسرع، وفترى أن كانت من رؤية العين كان يسارعون حالاً، أو من رؤية القلب ففي موضع المفعول الثاني، يقولون : نخشى أن تصيبنا دائرة، هذا محفوظ من قول عبد الله بن أُبيّ، وقاله معه منافقون كثيرون.
قال ابن عباس : معناه نخشى أن لا يتم أمر محمد فيدور الأمر علينا.
وقيل : الدائرة من جدب وقحط.
ولا يميروننا ولا يقرضوننا.
وقيل : دائرة تحوج إلى يهود وإلى معونتهم.
﴿ فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده ﴾ هذا بشارة للرسول والمؤمنين بوعده تعالى بالفتح والنصرة.
قال قتادة : عنى به القضاء في هذه النوازل والفتاح القاضي.
وقال السدّي : يعني به فتح مكة.
قال ابن عطية : وظاهر الفتح في هذه الآية ظهور رسول الله ﷺ وعلو كلمته فيستغني عن اليهود.
وقيل : فتح بلاد المشركين.
وقيل : فتح قرى اليهود، يريدون قريظة والنضير وفدك وما يجري مجراهما.
وقيل : الفتح الفرج، قاله ابن قتيبة.