قوله ﴿حَبِطَتْ أعمالهم﴾ يحتمل أن يكون من كلام المؤمنين، ويحتمل أن يكون من كلام الله تعالى، والمعنى ذهب ما أظهروه من الإيمان، وبطل كل خير عملوه لأجل أنهم الآن أظهروا موالاة اليهود والنصارى، فأصبحوا خاسرين في الدنيا والآخرة، فإنه لما بطلت أعمالهم بقيت عليهم المشقة في الإتيان بتلك الأعمال، ولم يحصل لهم شيء من ثمراتها ومنافعها، بل استحقوا اللعن في الدنيا والعقاب في الآخرة. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١٧﴾
قال القرطبى :
﴿ أهؤلاء ﴾ إشارة إلى المنافقين.
﴿ أَقْسَمُواْ بالله ﴾ حلفوا واجتهدوا في الإيمان.
﴿ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ ﴾ أي قالوا إنهم، ويجوز "أنهم" نصب ب "أقسموا" أي قال المؤمنون لليهود على جهة التوبيخ : أهؤلاء الذي أقسموا بالله جهد أيمانهم أنهم يعينونكم على محمد.
ويحتمل أن يكون من المؤمنين بعضهم لبعض ؛ أي هؤلاء الذين كانوا يحلِفون أنهم مؤمنون فقد هتك الله اليوم سترهم ﴿ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ ﴾ بطلت بنفاقهم.
﴿ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ ﴾ أي خاسِرين الثواب.
وقيل : خسِروا في موالاة اليهود فلم تحصل لهم ثمرة بعد قتل اليهود وإجلائهم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٦ صـ ﴾
قال الآلوسى :
﴿ وَيَقُولُ الذين ءامَنُواْ ﴾ كلام مستأنف مسوق لبيان كمال سوء حال الطائفة المذكورة.