والجواب : إن اخترنا تفسير اليد بالقدرة كان الجواب عن الإشكال المذكور أن القوم جعلوا قولهم ﴿يَدُ الله مَغْلُولَةٌ﴾ كناية عن البخل، فأجيبوا على وفق كلامهم، فقيل ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ﴾ أي ليس الأمر على ما وصفتموه به من البخل، بل هو جواد على سبيل الكمال.
فإن من أعطى بيده أعطى على أكمل الوجوه، وأما إن اخترنا تفسير اليد بالنعمة كان الجواب عن الإشكال المذكور من وجهين : الأول : أنه نسبة بحسب الجنس، ثم يدخل تحت كل واحد من الجنسين أنواع لا نهاية لها، فقيل : نعمتاه نعمة الدين ونعمة الدنيا، أو نعمة الظاهر ونعمة الباطن، أو نعمة النفع ونعمة الدفع، أو نعمة الشدة ونعمة الرخاء.
الثاني : أن المراد بالنسبة المبالغة في وصف النعمة، ألا ترى أن قولهم ( لبيك ) معناه إقامة على طاعتك بعد إقامة، وكذلك ( سعديك ) معناه مساعدة بعد مساعدة، وليس المراد منه طاعتين ولا مساعدتين.
فكذلك الآية : المعنى فيها أن النعمة متظاهرة متتابعة ليست كما ادعى من أنها مقبوضة ممتنعة. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ٣٦ ـ ٣٧﴾


الصفحة التالية
Icon