وقال البغوى :
﴿ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ﴾ ويد الله صفة من [صفاته] كالسمع، والبصر والوجه، وقال جل ذكره :"لما خلقت بيدي"، وقال النبي ﷺ :"كلتا يديه يمين" والله أعلم بصفاته، فعلى العباد فيها الإيمان والتسليم.
وقال أئمة السلف من أهل السنة في هذه الصفات :"أمرُّوها كما جاءت بلا كيف". أ هـ ﴿تفسير البغوى حـ ٣ صـ ٧٦ ـ ٧٧﴾
وقال الثعالبى:
وقوله تعالى :﴿ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ﴾ : العقيدةُ في هذا المعنى : نَفْيُ التشبيه عن اللَّه سبحانه، وأنه ليس بِجِسْمٍ، ولا له جارِحَةٌ، ولا يُشَبَّهُ، ولا يُكَيَّفُ، ولا يَتحيَّز، ولا تَحُلُّهُ الحوادثُ، تعالى عما يقول المبطلون عُلُوًّا كبيراً، قال ابن عبَّاس في هذه الآية :﴿ يَدَاهُ ﴾ : نعمتاه، ثم اختلفت عبارة النَّاس في تَعْيِين النعمتَيْن :
فقيل : نعمةُ الدنيا، ونعمةُ الآخرةِ، وقيل : النعمة الظاهرة، والنعمة الباطنةُ، والظاهر أن قوله سبحانه :﴿ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ﴾ عبارةٌ عن إنعامه على الجملة، وعبَّر عنها باليدَيْن ؛ جرياً على طريقة العرب في قولهم : فُلاَنٌ يُنْفِقُ بِكِلْتَا يَدَيْهِ ؛ ومنه قول الأعشى :[ الطويل ]
يَدَاكَ يَدَا مَجْدٍ فَكَفٌّ مُفِيدَة... وَكَفٌّ إذَا مَا ضُنَّ بِالمَالِ تُنْفِقُ
ويؤيِّد أن اليدَيْن هنا بمعنى الإنعامِ قرينةُ الإنفاق أ هـ ﴿الجواهر الحسان حـ ١ صـ ﴾