وليس يجوز في لسان العرب ولا في عادة أهل الخطاب أن يقول القائل : عملت كذا بيدي ويعني به النعمة وإذا كان الله عز وجل إنما خاطب العرب بلغتها وما يجري مفهوما في كلامها ومعقولا في خطابها وكان لا يجوز في خطاب أهل اللسان أن يقول القائل : فعلت بيدي ( ١ / ١٢٧ ) ويعني النعمة بطل أن يكون معنى قوله تعالى :( بيدي ) النعمة وذلك أنه لا يجوز أن يقول القائل : لي عليه يدي بمعنى لي عليه نعمتي ومن دافعنا عن استعمال اللغة ولم يرجع إلى أهل اللسان فيها دوفع عن أن تكون اليد بمعنى النعمة إذ كان لا يمكنه أن يتعلق في أن اليد النعمة إلا من جهة اللغة فإذا دفع اللغة لزمه أن لا يفسر القرآن من جهتها وأن لا يثبت اليد نعمة من قبلها لأنه إن روجع في تفسير قوله تعالى :( بيدي ) نعمتي فليس المسلمون على ما ادعى متفقين وإن روجع إلى ( ١ / ١٢٨ ) اللغة فليس في اللغة أن يقول القائل : بيدي يعني نعمتي وإن لجأ إلى وجه ثالث سألناه عنه ولن يجد له سبيلا
مسألة :
ويقال لأهل البدع : ولم زعمتم أن معنى قوله :( بيدي ) نعمتي أزعمتم ذلك إجماعا أو لغة ؟
فلا يجدون ذلك إجماعا ولا في اللغة
وإن قالوا : قلنا ذلك من القياس