قيل لهم : ومن أين وجدتم في القياس أن قوله تعالى :( بيدي ) لا يكون معناه إلا نعمتي ؟ ومن أين يمكن أن يعلم بالعقل أن تفسير كذا وكذا مع أنا رأينا الله عز وجل قد قال في كتابه العزيز الناطق على لسان نبيه الصادق ( ١ / ١٢٩ ) :( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ) من الآية ( ٤ / ١٤ ) وقال تعالى :( لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين ) من الآية ( ١٠٣ / ١٦ ) وقال تعالى :( إنا جعلناه قرآنا عربيا ) من الآية ( ٣ / ٤ ) وقال تعالى :( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله ) من الآية ( ٨٢ / ٤ ) ولو كان القرآن بلسان غير العرب لما أمكن أن نتدبره ولا أن نعرف معانيه إذا سمعناه فلما كان من لا يحسن لسان العرب لا يحسنه وإنما يعرفه العرب إذا سمعوه على أنهم إنما علموه لأنه بلسانهم نزل وليس في لسانهم ما ادعوه
مسألة :
وقد اعتل معتل بقول الله تعالى ( ١ / ١٣٠ ) :( والسماء بنيناها بأيد ) من الآية ( ٤٧ / ٥١ ) قالوا : الأيد القوة فوجب أن يكون معنى قوله تعالى :( بيدي ) بقدرتي قيل لهم : هذا التأويل فاسد من وجوه :
أحدها : أن الأيد ليس جمع لليد لأن جمع يد أيدي وجمع اليد التي هي نعمة أيادي وإنما قال تعالى :( لما خلقت بيدي ) من الآية ( ٧٥ / ٣٨ ) فبطل بذلك أن يكون معنى قوله :( بيدي ) معنى قوله :( بنيناها بأيد )
وأيضا فلو كان أراد القوة لكان معنى ذلك بقدرتي وهذا ناقض لقول مخالفنا وكاسر لمذهبهم لأنهم لا يثبتون قدرة واحدة فكيف يثبتون قدرتين. ( ١ / ١٣٢ )