قوله تعالى ﴿وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبّكَ طغيانا وَكُفْراً﴾
فائدة
قال الفخر :
المراد بالكثير علماء اليهود، يعني ازدادوا عند نزول ما أنزل إليك من ربك من القرآن والحجج شدة في الكفر وغلواً في الإنكار، كما يقال : ما زادتك موعظتي إلا شراً.
وقيل : إقامتهم على الكفر زيادة منهم في الكفر. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ٣٨﴾
وقال الآلوسى :
﴿ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مّنْهُم ﴾ وهم علماؤهم ورؤساؤهم، أو المقيمون على الكفر منهم مطلقاً ﴿ مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ ﴾ من القرآن المشتمل على هذه الآيات، وتقديم المفعول للاعتناء به ﴿ مِن رَبّكَ ﴾ متعلق بأنزل كما أن إليك كذلك، وتأخيره عنه مع أن حق المبدأ أن يقدم على المنتهي لاقتضاء المقام كما قال شيخ الإسلام الاهتمام ببيان المنتهى لأن مدار الزيادة هو النزول إليه ﷺ، وفي التعبير بعنوان الربوبية مع الإضافة إلى ضميره عليه الصلاة والسلام ما لا يخفى من التشريف، والموصول فاعل ليزيدنّ والاسناد مجازي، و﴿ كَثِيراً ﴾ مفعوله الأول، و﴿ مِنْهُمْ ﴾ صفته.