﴿ وَيَسْعَوْنَ فِى الأرض فَسَاداً ﴾ أي يجتهدون في الكيد للإسلام وأهله وإثارة الشر والفتنة فيما بينهم مما يغاير ما عبر عنه بإيقاد نار الحرب ؛ كتغيير صفة النبي ﷺ وإدخال الشبه على ضعفاء المسلمين والمشي بالنميمة مع الافتراء ونحو ذلك، و﴿ فَسَاداً ﴾ إما مفعول له، وعليه اقتصر أبو البقاء، أو في موضع المصدر، أو حال من ضمير ﴿ يَسْعَوْنَ ﴾ أي يسعون للفساد، أو سعي فساد أو مفسدين.
﴿ والله لاَ يُحِبُّ المفسدين ﴾ بل يبغضهم، ولذلك أطفأ ( نائرة فسادهم )، واللام إما للجنس وهم داخلون فيه دخولاً أولياً، وإما للعهد، ووضع المظهر موضع ضميرهم للتعليل وبيان كونهم راسخين في الإفساد.
والجملة ابتدائية مسوقة لإزاحة ما عسى أن يتوهم من تأثير اجتهادهم شيئاً من الضرر، وجعلها بعضهم في موضع الحال، وفائدتها مزيد تقبيح حالهم وتفظيع شأنهم. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٦ صـ ﴾
وقال السمرقندى :
﴿ وَيَسْعَوْنَ فِى الأرض فَسَاداً ﴾ يعني : يعملون فيها بالمعاصي، ويدعون الناس إلى عبادة غير الله تعالى، ﴿ والله لاَ يُحِبُّ المفسدين ﴾ يعني : لا يرضى بعمل الذين يعملون بالمعاصي، والله لا يحب أهل الفساد، ولا عملهم. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾