والثاني : أنه أراد بين اليهود والنصارى في تباين قولهم في المسيح، قاله الحسن.
قوله تعالى :﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ ﴾ فيه تأويلان :
أحدهما : أقاموها نصب أعينهم حتى إذا نظروا ما فيها من أحكام الله تعالى وأوامره لم يزلوا.
والثاني : إن إقامتها العمل بما فيها من غير تحريف ولا تبديل.
ثم قال تعالى :﴿ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ ﴾ يعني القرآن لأنهم لما خوطبوا به صار منزلاً عليهم.
﴿ لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ﴾ فيه تأويلان :
أحدهما : أنه أراد التوسعة عليهم كما يقال هو في الخير من قرنه إلى قدمه.
والثاني : لأكلوا من فوقهم بإنزال المطر، ومن تحت أرجلهم بإنبات الثمر. قاله ابن عباس.
﴿ مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ﴾ فيه تأويلان :
أحدهما : مقتصدة على أمر الله تعالى، قاله قتادة.
الثاني : عادلة، قاله الكلبي. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٢ صـ ﴾
ومن فوائد ابن الجوزى فى الآية
قال رحمه الله :
قوله تعالى :﴿ وقالت اليهود يدُ الله مغلولة ﴾ قال أبو صالح عن ابن عباس : نزلت في فنحاص اليهودي وأصحابه، قالوا : يد الله مغلولة.
وقال مقاتل : فنحاص وابن صلوبا، وعازر بن أبي عازر.
وفي سبب قولهم هذا ثلاثة أقوال.
أحدها : أن الله تعالى كان قد بسط لهم الرزق، فلما عصوا الله تعالى في أمر محمد ﷺ وكفروا به كفَّ عنهم بعض ما كان بسط لهم، فقالوا : يد الله مغلولة، رواه أبو صالح عن ابن عباس، وبه قال عكرمة.
والثاني : أن الله تعالى استقرض منهم كما استقرض من هذه الأمة، فقالوا : إِن الله بخيل، ويده مغلولة فهو يستقرضنا، قاله قتادة.
والثالث : أن النصارى لما أعانوا بختنصر المجوسي على تخريب بيت المقدس، قالت اليهود : لو كان الله صحيحاً، لمنعنا منه، فيده مغلولة، ذكره قتادة أيضاً.
والمغلولة : الممسَكة المنقبضة.