وقال السمرقندى :
﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الكتاب ﴾ يعني : اليهود والنصارى، ﴿ ءامَنُواْ ﴾ يعني : صدقوا بتوحيد الله تعالى وبمحمد ﷺ والقرآن ﴿ واتقوا ﴾ الشرك والمعاصي، ﴿ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سيئاتهم ﴾ يعني : غفرنا ذنوبهم، ﴿ ولأدخلناهم جنات النعيم ﴾ في الآخرة. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال ابن عطية :
هذه الآية تحتمل أن يراد بها معاصرو محمد ﷺ، والأظهر أنه يراد بها الأسلاف والمعاصرون داخلون في هذه الأحوال بالمعنى، والغرض الإخبار عن أولئك الذين أطفأ الله نيرانهم وأذلهم بمعاصيهم لو آمنوا بالله وكتابه واتقوا في امتثال أوامره ونواهيه لكفرت سيئاتهم أي تسرت وأذهبت ولأدخلوا الجنة. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
وقال الخازن :
قوله تعالى :﴿ ولو أن أهل الكتاب آمنوا ﴾ بمحمد ﷺ وصدقوه فيما جاء به ﴿ واتقوا ﴾ يعني اليهودية والنصرانية ﴿ لكفرنا عنهم سيئاتهم ﴾ يعني : لمحونا عنهم ذنوبهم التي عملوها قبل الإسلام لأن الإسلام يجب ما قبله ﴿ ولأدخلناهم جنات النعيم ﴾ يعني مع المسلمين يوم القيامة. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾
وقال أبو حيان :
﴿ ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم ﴾.
قيل : المراد أسلافهم، ودخل فيها المعاصرون بالمعنى.
والغرض الإخبار عن أولئك الذين أطفأ الله نيرانهم وأذلهم بمعاصيهم، والذي يظهر أنهم معاصرو الرسول ﷺ، وفي ذلك ترغيب لهم في الدخول في الإسلام.
وذكر شيئين وهما : الإيمان، والتقوى.
ورتب عليهم شيئين : قابل الإيمان بتكفير السيئات إذ الإسلام يجبّ ما قبله، وترتب على التقوى وهي امتثال الأوامر واجتناب المناهي دخول جنة النعيم، وإضافة الجنة إلى النعيم تنبيهاً على ما كانوا يستحقونه من العذاب لو لم يؤمنوا ويتقوا.


الصفحة التالية
Icon