أنا أبو النجم وشعري شعري.. ومعناه أن شعري قد بلغ في الكمال والفصاحة إلى حيث متى قيل فيه : إنه شعري فقد انتهى مدحه إلى الغاية التي لا يمكن أن يزاد عليها، فهذا الكلام يفيد المبالغة التامة من هذا الوجه، فكذا ههنا : فإن لم تبلغ رسالته فما بلغت رسالته ما يعني أنه لا يمكن أن يوصف ترك التبليغ بتهديد أعظم من أنه ترك التبليغ، فكان ذلك تنبيهاً على غاية التهديد والوعيد والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ٤١ ـ ٤٢﴾

فصل


قال الفخر :
ذكر المفسرون في سبب نزول الآية وجوهاً :
الأول : أنها نزلت في قصة الرجم والقصاص على ما تقدم في قصة اليهود.
الثاني : نزلت في عيب اليهود واستهزائهم بالدين والنبي سكت عنهم، فنزلت هذه الآية.
الثالث : لما نزلت آية التخيير، وهو قوله ﴿يا أيها النبى قُل لأزواجك﴾ [ الأحزاب : ٢٨ ] فلم يعرضها عليهن خوفاً من اختيارهن الدينا فنزلت.
الرابع : نزلت في أمر زيد وزينب بنت جحش.
قالت عائشة رضي الله عنها : من زعم أن رسول الله ﷺ كتم شيئاً من الوحي فقد أعظم الفرية على الله، والله تعالى يقول :﴿يا أيها الرسول بَلّغْ﴾ ولو كتم رسول الله شيئاً من الوحي لكتم قوله ﴿وَتُخْفِى فِى نِفْسِكَ مَا الله مُبْدِيهِ﴾ [ الأحزاب : ٣٧ ] الخامس : نزلت في الجهاد، فإن المنافقين كانوا يكرهونه، فكان يمسك أحياناً عن حثهم على الجهاد.
السادس : لما نزل قوله تعالى :﴿وَلاَ تَسُبُّواْ الذين يَدْعُونَ مِن دُونِ الله فَيَسُبُّواْ الله عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [ الأنعام : ١٠٨ ] سكت الرسول عن عيب آلهتهم فنزلت هذه الآية وقال ﴿بَلَغَ﴾ يعني معايب آلهتهم ولا تخفها عنهم، والله يعصمك منهم.


الصفحة التالية
Icon