وقال السمرقندى :
﴿ قُلْ يا أهل الكتاب لَسْتُمْ على شَىْء ﴾ من الدين ولا ثواب لأعمالكم ﴿ حتى تُقِيمُواْ التوراة والإنجيل ﴾ يعني : تعملوا بما في التوراة، والإنجيل ﴿ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مّن رَّبّكُمْ ﴾ يعني : حتى تقروا بما أنزل على نبيكم ﷺ من القرآن، وتعملوا به.
ثم قال :﴿ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ ﴾ من القرآن ﴿ مِن رَّبّكَ طغيانا وَكُفْراً ﴾ يعني : تمادياً بالمعصية، وكفراً بالقرآن.
يعني : إنما عليك تبليغ الرسالة والموعظة، فإن لم ينفعهم ذلك فليس عليك شيء.
﴿ فَلاَ تَأْسَ عَلَى القوم الكافرين ﴾ يعني : لا تحزن عليهم إن كذبوك.
وروى محمد بن إسحاق بإسناده عن ابن عباس أنه قال : جاء رافع بن حارثة، وسلام بن مشكم، ومالك بن الضيف، وقالوا : يا محمد : ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه؟ وتؤمن بما عندنا من التوراة؟ وتشهد أنها من الله حق؟ فقال رسول الله ﷺ :" بَلَى ولكنكم أَحْدَثْتُمْ، وَجَحَدْتُمْ ما فِيهَا مِمَّا أُخِذَ عَلَيْكُمْ مِنَ المِيثَاقِ، وَكَتَمْتُمْ مِنْهَا مَا أُمِرْتُمْ أَنْ تُبَيِّنُوهُ لِلنَّاسِ فَبَرِئْتُ مِنْ إحْدَاثِكُمْ " فقالوا : فإنّا قد آمنا بما في أيدينا، وإنا على الهدى والحق، ولا نؤمن بك، فنزل ﴿ قُلْ يا أهل الكتاب لَسْتُمْ على شَىْء حتى تُقِيمُواْ التوراة والإنجيل ﴾. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon