لهم في قولهم ﴿ليس علينا في الأميين سبيل﴾ [ آل عمران : ٧٥ ] المشار إليه في هذه السورة بنسبتهم إلى أكل السحت في غير موضع، وفي نصوص التوراة الموجودة بين أظهرهم الآن أعظم ناصح لهم في ذلك كما سبق في أوائل البقرة، وقال في السفر الرابع منها عند ذكر التيه ووصاياهم إذ أدخلهم الأرض المقدسة، ومكنهم فيها بأشياء منها القربان : وإن سكن بينكم رجل غريب يقبل إليّ أو بين أولادكم لأحقابكم ويقرب قرباناً لريح قتار الذبيحة للرب يفعل كما فعلتم أنتم، ولتكن السنة واحدة لكم وللذين يقبلون إليّ ويسكنون بينكم سنة جارية لأحقابكم إلى الأبد، والذين يقبلون إليّ من الغرباء يكونون أمام الرب مثلكم، ولتكن لكم سنة واحدة وحكومة واحدة لكم وللذين يقبلون إليّ ويسكنون معكم. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٥٠٨ ـ ٥٠٩﴾
فائدة
قال ابن عطية :
﴿ الذين ﴾ لفظ عام لكل مؤمن من ملة محمد ومن غيرها من الملل، فكأن ألفاظ الآية حصر بها الناس كلهم وبينت الطوائف على اختلافها، وهذا تأويل جمهور المفسرين، وقال الزجاج المراد بقوله :﴿ إن الذين آمنوا ﴾ المنافقون، فالمعنى أن الذين آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم.
قال القاضي أبو محمد : فكأن ألفاظ الآية عدت الطوائف التي يمكن أن تنتقل إلى الإيمان، ثم نفى عنهم الخوف والحزن بشرط انتقالهم إلى الإيمان بالله واليوم الآخر، وعلى التأويل الأول ويكون قوله ﴿ من آمن ﴾ في حيز المؤمنين بمعنى ثبت واستمر أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
فصل
قال الفخر :