وقال أبو السعود :
وقوله تعالى :﴿ والصابئون ﴾ رفع على الابتداء وخبرُه محذوف والنيةُ به التأخرُ عما في حيّز إنّ والتقدير إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى حكمُهم كيتَ وكيتَ والصابئون كذلك كقوله :
فإني وقيارٌ بها لغريبُ... وقوله :
وإلا فاعلموا أَنّا وأنتم... بُغاةٌ ما بقِينا في شقاق
خلا أنه وسَطٌ بين اسْمِ إن وخبرِها دلالةً على أن الصابئين مع ظهور ضلالهم وزيغهم عن الأديان كلِّها حيث قُبلت توبتُهم إن صحَّ منهم الإيمانُ والعملُ الصالح، فغيرُهم أولى بذلك، وقيل : الجملة الآتية خبرٌ للمبتدأ المذكور، وخبرُ إن مقدر كما في قوله :
نحن بما عندنا وأنت بما... عندك راضٍ والرأْيُ مختلِفُ
وقيل :( النصارى ) مرفوعٌ على الابتداء كقوله تعالى :﴿ والصابئون ﴾، عطفاً عليه وهو مع خبره عطفٌ على الجملة المصدَّرة بإن ولا مَساغَ لعطفه وحده على محل إن واسمها لاشتراط ذلك بالفراغ عن الخبر وإلا لارتفع الخبر بإن والابتداء معاً، واعتُذر عنه بأن ذلك إذا كان المذكورُ خبراً لهما، وأما إذا كان خبرُ المعطوف محذوفاً فلا محذورَ فيه ولا على الضمير في هادوا لعدم التأكيد والفصل، ولاستلزامه كونَ الصابئين هُوداً، وقرىء ( والصابيون ) بياء صريحةٍ بتخفيف الهمزة. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon