وقال الزمخشرى :
﴿ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرسل ﴾ صفة لرسول، أي ما هو إلا رسول من جنس الرسل الذين خلوا من قبله جاء بآيات من الله كما أتوا بأمثالها، أن أبرأ الله الأبرص وأحيا الموتى على يده، فقد أحيا العصا وجعلها حية تسعى، وفلق بها البحر، وطمس على يد موسى.
وإن خلقه من غير ذكر، فقد خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى ﴿ وَأُمُّهُ صِدّيقَةٌ ﴾ أي وما أمه أيضاً إلا كصديقة كبعض النساء المصدّقات للأنبياء المؤمنات بهم، فما منزلتهما إلا منزلة بشرين : أحدهما نبي، والآخر صحابي.
فمن أين اشتبه عليكم أمرهما حتى وصفتموهما بما لم يوصف به سائر الأنبياء وصحابتهم؟
مع أنه لا تميز ولا تفاوت بينهما وبينهم بوجه من الوجوه.
ثم صرح ببعدهما عما نسب إليهما في قوله :﴿ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطعام ﴾ لأنّ من احتاج إلى الاغتذاء بالطعام وما يتبعه من الهضم والنفض لم يكن إلا جسماً مركباً من عظم ولحم وعروق وأعصاب وأخلاط وأمزجة مع شهوة وقرم وغير ذلك مما يدل على أنه مصنوع مؤلف مدبر كغيره من الأجسام. أ هـ ﴿الكشاف حـ ١ صـ ٦٦٤ ـ ٦٦٥﴾


الصفحة التالية
Icon