ومن فوائد الماوردى فى الآية
قال عليه الرحمة :
﴿ وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ ﴾ فيها ثلاثة تأويلات :
أحدها : أنها العقوبة التي تنزل من السماء.
والثاني : ما ابتلوا به من قتل الأنبياء وتكذيبهم.
والثالث : ما بلوا به من جهة المتغلبين عليهم من الكفار.
﴿ فَعَمُواْ وَصَمُّوا ﴾ يعني، فعموا عن المرشد وصموا عن الموعظة حتى تسرعوا إلى قتل أنبيائهم حين حسبوا ألا تكون فتنة.
﴿ ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ﴾ يعني أنهم تابوا بعد معاينة الفتنة فقبل الله توبتهم.
﴿ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ ﴾ يعني أنهم عادوا بعد التوبة إلى ما كانوا عليه قبلها، والعود إنما كان من أكثرهم من جيمعهم. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن عطية :
المعنى في هذه الآية وظن هؤلاء الكفرة والعصاة من بني إسرائيل أن لا يكون من الله ابتلاء لهم وأخذ في الدنيا وتمحيص فلجوا في شهواتهم وعموا فيها إذ لم يبصروا الحق شبهوا بالصم، ونحو هذا قول النبي ﷺ :" حبك الشيء يعمي ويصم " وقوله تعالى :﴿ ثم تاب الله عليهم ﴾ قالت جماعة من المفسرين : هذه التوبة هي ردهم إلى بيت المقدس بعد الإخراج الأول ورد ملكهم وحالهم، ثم عموا وصموا بعد ذلك حتى أخرجوا الخرجة الثانية ولم ينجبروا أبداً وقالت جماعة ثم تاب الله عليهم ببعث عيسى عليه السلام إليهم، وقالت جماعة : توبته تعالى عليهم بعث محمد عليه السلام وخص بهذا المعنى كثيراً منهم لأن منهم قليلاً آمن، ثم توعدهم بقوله تعالى :﴿ والله بصير بما يعملون ﴾. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
ومن فوائد ابن الجوزى فى الآية
قال رحمه الله :
قوله تعالى :﴿ وحسبوا أن لا تكون فتنة ﴾ قرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم، وابن عامر :"تكون" بالنصب، وقرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي :"تكون" بالرفع، ولم يختلفوا في رفع "فتنة".