لبيان نقضهم إياها بقوله تعالى :﴿ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ ﴾ وهو إشارة إلى المرة الآخرة من مرّتيْ إفسادهم وهو اجتراؤهم على قتل زكريا ويحيى وقصدُهم قتلَ عيسى عليهم السلام لا إلى طلبهم الرؤية كما قيل لِما عرفت سره، فإن فنون الجناياتِ الصادرةِ عنهم لا تكاد تتناهى خلا أن انحصار ما حُكي عنهم هاهنا في المرتين وترتّبه على حكاية ما فعلوا بالرسل عليهم السلام يقضي بأن المراد ما ذكرناه والله عنده علم الكتاب، وقرىء ( عُموا وصُمّوا ) بالضم على تقدير أعماهم الله وصمهم أي رماهم وضربهم بالعمى والصمم، كما يقال : نَزَكتَهُ إذا ضربتَه بالنَّيْزَك ورَكَبتَهُ إذا ضربتَه بركبتك، وقوله تعالى :﴿ كَثِيرٌ مّنْهُمْ ﴾ بدل من الضمير في الفعلين، وقيل : خبر مبتدأ محذوف أي أولئك كثير منهم.


الصفحة التالية
Icon