ثم قال تعالى :﴿لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ﴾ أي بئس ما قدموا من العمل لمعادهم في دار الآخرة.
وقوله تعالى :﴿أَن سَخِطَ الله عَلَيْهِمْ وَفِى العذاب هُمْ خالدون﴾ محل ﴿أن﴾ رفع كما تقول : بئس رجلا زيد، ورفعه كرفع زيد، وفي زيد وجهان : الأول : أن يكون مبتدأ، ويكون ( بئس ) وما عملت فيه خبره، والثاني : أن يكون خبر مبتدأ محذوف، كأنه لما قال : بئس رجلا قتل : ما هو ؟ فقال : زيد، أي هو زيد. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ٥٥﴾
وقال ابن عطية :
وقوله تعالى لمحمد ﷺ :﴿ ترى كثيراً ﴾ يحتمل أن يكون رؤية قلب وعلى هذا فيحتمل أن يريد من الأسلاف المذكورين، أي ترى الآن إذا خبرناك، ويحتمل أن يريد من معاصري محمد ﷺ لأنه كان يرى ذلك من أمورهم ودلائل حالهم، ويحتمل أن تكون الرؤية رؤية عين فلا يريد إلا معاصري محمد ﷺ، وقوله تعالى :﴿ لبئس ما قدمت لهم أنفسهم ﴾ أي قدمته للآخرة واجترحته، ثم فسر ذلك قوله تعالى :﴿ أن سخط الله عليهم ﴾ ف ﴿ أن سخط ﴾ في موضع رفع بدل من ﴿ ما ﴾، ويحتمل أن يكون التقدير هو أن سخط الله عليهم، وقال الزجاج :" أن " في موضع نصب ب ﴿ أن سخط الله عليهم ﴾. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾