وقال السمرقندى :
﴿ فَأَثَابَهُمُ الله بِمَا قَالُواْ ﴾ من التوحيد، ﴿ جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خالدين فِيهَا وذلك جَزَاء المحسنين ﴾ يعني : ثواب الموحدين المطيعين.
وقد احتج بعض الناس بهذه الآية، أن الإيمان هو مجرد القول، لأنه قال :﴿ فَأَثَابَهُمُ الله بِمَا قَالُواْ ﴾ ولكن لا حجة لهم فيها، لأن قولهم كان مع التصديق، والقول بغير التصديق، لا يكون إيماناً. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ فَأَثَابَهُمُ الله بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ ﴾ دليل على إخلاص إيمانهم وصدق مقالهم ؛ فأجاب الله سؤالهم وحَقَّق طمعَهم وهكذا من خَلَص إيمانه وصَدَق يقينه يكون ثوابه الجنة. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٦ صـ ﴾
وقال الآلوسى :
﴿ فَأَثَابَهُمُ الله بِمَا قَالُواْ ﴾ أي بسبب قولهم أو بالذي قالوه عن اعتقاد فإن القول إذا لم يقيد بالخلو عن الاعتقاد يكون المراد به المقارن له كما إذا قيل هذا قول فلان لأن القول إنما يصدر عن صاحبه لإفادة الاعتقاد.
وقيل : إن القول هنا مجاز عن الرأي والاعتقاد والمذهب كما يقال : هذا قول الإمام الأعظم رضي الله تعالى عنه مثلاً أي هذا مذهبه واعتقاده.
وذهب كثير من المفسرين إلى أن المراد بهذا القول قولهم :﴿ وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ ﴾ [ المائدة : ٨٤ ] الخ.
واستظهر أبو حيان أنه عنى به قولهم :﴿ رَبَّنَا ءامَنَّا ﴾ [ المائدة : ٨٣ ] وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنه وعطاء أن المراد به ﴿ فاكتبنا مَعَ الشاهدين ﴾ [ المائدة : ٨٣ ] وقولهم ﴿ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا ﴾ [ المائدة : ٨٤ ] الخ، قال الطبرسي :"فالقول على هذا بمعنى المسألة" وفيه نظر، والإثابة المجازاة، وفي "البحر" "أنها أبلغ من الإعطاء لأنها ما تكون عن عمل بخلاف الإعطاء فإنه لا يلزم فيه ذلك".
وقرأ الحسن ﴿ فاتاهم الله ﴾.