﴿ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الحق ﴾ ﴿ مِنْ ﴾ الأولى : لابتداء الغاية متعلقة بمحذوف وقع حالاً من ﴿ الدمع ﴾ أي حال كونه ناشئاً من معرفة الحق.
وجوز أن تكون تعليلية متعلقة بتفيض أي أن فيض دمعهم بسبب عرفانهم.
وجوز على تقدير كونها للابتداء أن تتعلق بذلك أيضاً لكن لا يجوز على تقدير اتحاد متعلق ﴿ مِنْ ﴾ هذه ومن في ﴿ مِنَ الدمع ﴾ القول باتحاد معناهما فإنه لا يتعلق حرفا جر بمعنى بعامل واحد، و﴿ مِنْ ﴾ الثانية : للتبعيض متعلقة بعرفوا على معنى أنهم عرفوا بعض الحق فأبكاهم فكيف لو عرفوه كله وقرأوا القرآن وأحاطوا بالسنة، أو لبيان ( ما ) بناء على أنها موصولة، ونص أبو البقاء على أنها متعلقة بمحذوف وقع حالاً من العائد المحذوف ولم يذكر الاحتمال الأول.
وقرىء ﴿ تَرَى أَعْيُنَهُمْ ﴾ على صيغة المبني للمبعول.
﴿ يَقُولُونَ ﴾ استئناف مبني على سؤال نشأ من حكاية حالهم عند سماع القرآن كأنه قيل : ماذا يقولون؟ فأجيب يقولون :﴿ رَبَّنَا ءامَنَّا ﴾ بما أنزل أو بمن أنزل عليه أو بهما.
وقال أبو البقاء : إنه حال من الضمير في ﴿ عَرَفُواْ ﴾، وقال السمين : يجوز الأمران وكونه حالاً من الضمير المجرور في ﴿ أَعْيُنَهُمْ ﴾ لما أن المضاف جزؤه كما في قوله تعالى :﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مّنْ غِلّ إِخْوَانًا ﴾ [ الحجر : ٤٧ ].
﴿ فاكتبنا مَعَ الشاهدين ﴾ أي اجعلنا عندك مع محمد ﷺ وأمته الذين يشهدون يوم القيامة على ما روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه أو مع الذين يشهدون بحقية نبيك ﷺ وكتابك كما نقل الجبائي وروي ما بمعناه عن الحسن. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٧ صـ ﴾
وقال ابن عاشور :