وذكرنا هناك "الأزلام" فأما الرجس، فقال الزجاج : هو اسمٌ لكل ما اسْتُقْذِرَ من عمل، يقال : رَجُس الرَّجل يرجُس، ورَجِسَ يَرْجَسُ : إِذا عمل عملاً قبيحاً، والرَّجس بفتح الراء : شدّة الصوت، فكأن الرِّجسَ، العملُ الذي يقبح ذكره، ويرتفع في القبح، ويقال : رعدٌ رجّاس : إِذا كان شديد الصوت.
قوله تعالى :﴿ من عمل الشيطان ﴾ قال ابن عباس : من تزيين الشيطان.
فإن قيل : كيف نُسِبَ إِليه، وليس من فعله؟ فالجواب : أن نسبته إِليه مجاز، وإِنما نسب إِليه، لأنه هو الداعي إِليه، المزيّن له، ألا ترى أن رجلاً لو أغرى رجلاً بضرب رجل، لجاز أن يقال له : هذا من عملك.
قوله تعالى :﴿ فاجتنبوه ﴾ قال الزجاج : اتركوه.
واشتقاقه في اللغة : كونوا جانباً منه.
فإن قيل : كيف ذكر في هذه الآية أشياء، ثم قال : فاجتنبوه؟ فالجواب : أن الهاء عائدةٌ على الرجس، والرجس واقعٌ على الخمر، والميسر، والأنصاب، والأزلام، ورجوع الهاء عليه بمنزلة رجوعها على الجمع الذي هو واقعٌ عليه، ومنبىءٌ عنه، ذكره ابن الأنباري. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon