قلنا : ليس هذا للاشتراط بل لبيان أن أولئك الأقوام الذين نزلت فيهم هذه الآية كانوا على هذه الصفة ثناء عليهم وحمداً لأحوالهم في الإيمان والتقوى والإحسان، ومثاله أن يقال لك : هل على زيد فيما فعل جناح، وقد علمت أن ذلك الأمر مباح فتقول : ليس على أحد جناح في المباح إذا اتقى المحارم وكان مؤمناً محسناً تريد أن زيداً إن بقي مؤمناً محسناً فإنه غير مؤاخذ بما فعل. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ٧٠ ـ ٧١﴾
قوله تعالى ﴿والله يُحِبُّ المحسنين﴾
قال الفخر :
المعنى أنه تعالى لما جعل الإحسان شرطاً في نفي الجناح بيَّن أن تأثير الإحسان ليس في نفي الجناح فقط، بل وفي أن يحبه الله، ولا شك أن هذه الدرجة أشرف الدرجات وأعلى المقامات، وقد تقدم تفسير محبة الله تعالى لعباده. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ٧١﴾