فقد كان بعض الصائدين يختبىء في قُتْرة ويمسك قوسه فإذا مرّ به الصيد رماه بسهم.
قال ابن عطية : وخصّ الرماح بالذكر لأنّها أعظم ما يجرح به الصيد.
وقد يقال : حذف ما هو بغير الأيدي وبغير الرماح للاستغناء بالطرفين عن الأوساط.
وجملة ﴿ تناله أيديكم ﴾ صفة للصيد أو حال منه.
والمقصود منها استقصاء أنواع الصيد لئلاّ يتوهّم أنّ التحذير من الصيد الذي هو بجرح أو قتل دون القبض باليد أو التقاط البيض أو نحوه. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٥ صـ ﴾
لطيفة
قال القاسمى :
قال المهايمى : قوله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ ﴾ لأن قتله تجبر، والمحرم فى غاية التذلل. أ هـ ﴿محاسن التأويل حـ ٦ صـ ٢٥٦﴾
فائدة
قال الفخر :
من في قوله ﴿مّنَ الصيد﴾ للتبعيض من وجهين :
أحدهما : المراد صيد البر دون البحر.
والثاني : صيد الإحرام دون صيد الإحلال، وقال الزجاج : يحتمل أن تكون للتبيين كقوله ﴿فاجتنبوا الرجس مِنَ الأوثان﴾ [ الحج : ٣٠ ]. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ٧٢﴾
فائدة
قال الفخر :
أراد بالصيد المفعول، بدليل قوله تعالى :﴿تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ ورماحكم﴾ والصيد إذا كان بمعنى المصدر يكون حدثاً، وإنما يوصف بنيل اليد والرماح ما كان عينا. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ٧٢﴾
قوله تعالى ﴿لِيَعْلَمَ الله مَن يَخَافُهُ بالغيب﴾
فائدة
قال الفخر :
إن هذا مجاز لأنه تعالى عالم لم يزل ولا يزال واختلفوا في معناه فقيل نعاملكم معاملة من يطلب أن يعلم وقيل ليظهر المعلوم وهو خوف الخائف وقيل هذا على حذف المضاف والتقدير : ليعلم أولياء الله من يخافه بالغيب. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ٧٢﴾
وقال الآلوسى :
﴿ لِيَعْلَمَ الله مَن يَخَافُهُ بالغيب ﴾ أي ليتعلق علمه سبحانه بمن يخافه بالفعل فلا يتعرض للصيد فإن علمه تعالى بأنه سيخافه وإن كان متعلقاً به لكن تعلقه بأنه خائف بالفعل وهو الذي يدور عليه أمر الجزاء إنما يكون عند تحقق الخوف بالفعل، وإلى هذا يشير كلام البلخي.
والغيب مصدر في موضع اسم الفاعل أي يخافه في الموضع الغائب عن الخلق فالجار متعلق بما قبله.