ومن فوائد الإمام القرطبى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٩٤) ﴾
فيه ثمان مسائل :
الأُولى قوله تعالى :﴿ لَيَبْلُوَنَّكُمُ الله ﴾ أي ليختبرنكم، والابتلاء الاختبار.
وكان الصيد أحد معايش العرب العاربة، وشائعاً عند الجميع منهم، مستعملاً جداً، فابتلاهم الله فيه مع الإحرام والحرم، كما ابتلى بني إسرائيل في ألاّ يعتدوا في السبت.
وقيل : إنها نزلت عام الحديبية ؛ أحرم بعض الناس مع النبي ﷺ ولم يحرم بعضهم، فكان إذا عرض صيدٌ اختلف فيه أحوالهم وأفعالهم، واشتبهت أحكامه عليهم، فأنزل الله هذه الآية بياناً لأحكام أحوالهم وأفعالهم، ومحظورات حجّهم وعُمرتهم.
الثانية اختلف العلماء من المخاطب بهذه الآية على قولين : أحدهما أنهم المُحِلّون ؛ قاله مالك.


الصفحة التالية
Icon