والوجه الثاني : أن صيد البحر هو الطري، وأما طعام البحر فهو الذي جعل مملحاً، لأنه لما صار عتيقاً سقط اسم الصيد عنه، وهو قول سعيد بن جبير وسعيد بن المسيب ومقاتل والنخعي وهو ضعيف لأن الذي صار مالحاً فقد كان طرياً وصيداً في أول الأمر فيلزم التكرار.
والثالث : أن الاصطياد قد يكون للأكل وقد يكون لغيره مثل اصطياد الصدف لأجل اللؤلؤ، واصطياد بعض الحيوانات البحرية لأجل عظامها وأسنانها فقد حصل التغاير بين الاصطياد من البحر وبين الأكل من طعام البحر والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ٨١﴾
وقال الثعلبى :
﴿ وَطَعَامُهُ ﴾ قال بعضهم : هو ما مات في الماء فقذفه الماء إلى الساحل ميتاً وهو قول أبي بكر وعمر وإبنه وأبي هريرة وابن عباس، وقال بعضهم : هو المليح منه، وهو قول ابن جبير وعكرمة والنخعي وابن المسيب وقتادة. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾
وقال السمرقندى :
ويقال :﴿ وَطَعَامُهُ ﴾ ما نضب الماء عنه فأخذ بغير صيد ميتاً.
ويقال : كل ما سقاه الماء فأنبت من الأرض فهو طعام البحر.
قال الفقيه : حدّثنا الفضل بن أبي حفص.
قال : حدّثنا أبو جعفر الطحاوي.
قال : حدّثنا محمد بن خزيمة قال : حدّثنا حجاج بن المنهال قال : حدّثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال : كنت في البحرين، فسألني أهل البحرين عما يقذف البحر من السمك، فقلت : كلوه.
فلما رجعت إلى المدينة سألت عن ذلك عمر بن الخطاب فقال : ما أمرتهم به؟ فقلت : أمرتهم بأكله فقال : لو أمرتهم بغير ذلك لضربتك بالدرة.
ثم قرأ عمر :﴿ أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ البحر وَطَعَامُهُ متاعا لَّكُمْ ﴾ فصيده ما صيد وطعامه : ما رمي به. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
فصل
قال الفخر :
قال الشافعي رحمه الله : السمكة الطافية في البحر محللة.