الناس! إن الله قد فرض عليكم الحج حجوا "، فقال رجل - وفي رواية النسائي :" فقال الأقرع بن حابس التميمي - : أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثاً، فقال : من السائل؟ فقال : فلان، فقال رسول الله ﷺ : والذي نفسي بيده! لو قلت : نعم، لوجبت، ثم إذا لا تسمعون ولا تطيعون، ولكن حجة واحدة " - وفي رواية الدارقطني والطبري :" ولو وجبت ما أطقتموها، ولو لم تطيقوها " - وفي رواية الطبري :" ولو تركتموه - لكفرتم "، فأنزل الله تعالى ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم﴾ ثم قال :" ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فآتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه - وفي رواية : فاجتنبوه " وهذا الحديث له ألفاظ كثيرة من طرق شتى استوفيتها في كتابي " الاطلاع على حجة الوداع " ولا تعارض بين هذه الأخبار ولو تعذر ردها إلى شيء واحد لما تقدم عند قوله تعالى :﴿لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم﴾ من أن الأمر الواحد قد تعدد أسبابه، بل وكل ما ذكر من أسباب تلك وما أشبهه كقوله تعالى :﴿ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال﴾ [ النساء : ٧٧ ] - الآية، يصلح أن يكون سبباً لهذه، وروى الدارقطني في آخر الرضاع من سننه عن أبي ثعلبة الخشني وفي آخر الصيد عن أبي الدرداء رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال :" إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحرم حرمات فلا تنتهكوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها، وسكت عن أشياء من غير نسيان فلا تبحثوا عنها " وقال أبو الدرداء :" فلا تكلفوها، رحمة من ربكم فاقبلوها " وأخرج حديث أبي الدرداء أيضاً الطبراني.