ومن فوائد القاسمى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ﴾ أي : سألوا هذه المسألة، لكن لا عينها، بل مثلها في كونها محظورة ومستتبعة للوبال. وعدم التصريح بالمثل للمبالغة في التحذير :﴿ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ ﴾ أي : بسببها. حيث لم يمتثلوا ما أجيبوا به، ويفعلوه. وقد كان بنو إسرائيل يستفتون أنبياءهم عن أشياء، فإذا أُمِروا بها تركوها فهلكوا. والمعنى : احذروا مشابهتهم والتعرض لما تعرضوا له.
تنبيهات :
الأول : روى البخاريّ في سبب نزولها في " التفسير " عن أبي الجويرية عن ابن عباس قال : كان قوم يسألون رسول الله ﷺ استهزاءًَ. فيقول الرجل : من أبي ؟ ويقول الرجل، تضلّ ناقته : أين ناقتي ؟ فأنزل الله فيهم هذه الآية :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ ﴾ حتى فرغ من الآية كلها.
وأخرج أيضاً عن موسى بن أنس عن أنس رضي الله عنه قال : خطب رسول الله ﷺ خطبة ما سمعت مثلها قط، قال :< لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً... قال : فغطّى أصحابُ رسول الله ﷺ وجوههم، لهم خنين. فقال رجل : من أبي ؟ قال : فلان > فنزلت هذه الآية :﴿ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ﴾.