قرأ ابن عامر ﴿قَيِّماً﴾ بغير ألف، ومعناه المبالغة في كونه قائماً بإصلاح مهمات الناس كقوله تعالى :﴿دِينًا قِيَمًا﴾ [ الأنعام : ١٦١ ] والباقون بالألف، وقد استقصينا ذلك في سورة النساء. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ٨٣﴾
فائدة
قال الفخر :
﴿جَعَلَ﴾ فيه قولان : الأول : أنه بين وحكم، الثاني : أنه صير، فالأول بالأمر والتعريف، والثاني بخلق الدواعي في قلوب الناس لتعظيمه والتقرب إليه. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ٨٣﴾

فصل


قال الفخر :
سميت الكعبة كعبة لارتفاعها، يقال للجارية إذا نتأ ثديها وخرج كاعب وكعاب، وكعب الإنسان يسمى كعباً لنتوه من الساق، فالكعبة لما ارتفع ذكرها في الدنيا واشتهر أمرها في العالم سميت بهذا الاسم، ولذلك فإنهم يقولون لمن عظم أمره فلان علا كعبه. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ٨٣﴾
وقال الثعلبى :
قال مجاهد : سميت كعبة مربع والعرب تسمي كل بيت مربع كعبة.
وقال مقاتل : سميت كعبة لانفرادها من البنيان.
قال أهل اللغة : أصلها من الخروج والارتفاع وسمّي الكعب كعباً لخروجه من جانبي القدم، ومنه قيل للجارية إذا قاربت البلوغ وخرجت ثدياها : قد تكعبت، فسميت الكعبة كعبة لارتفاعها من الأرض، وثباتها على الموضع الرفيع، وسميت البيت الحرام لأن اللّه حرّمه وعظم حرمته.
وفي الحديث :" مكتوب في أسفل المقام : إني أنا اللّه ذو بكة حرمتها يوم خلقت السماوات والأرض. ويوم وضعت هذين الجبلين وحففتهما بسبعة أملاك حفاً من جاءني زائراً لهذا البيت عارفاً بحقه مذعناً لي بالربوبية حرّمت جسده على النار ". أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾
وقال القرطبى :
وقد سُمْيت الكَعْبة كعبة ؛ لأنها مربّعة وأكثر بيوت العرب مُدوّرة.
وقيل : إنما سُمّيت كعبة لنتوئها وبروزها، فكلّ ناتىء بارز كَعْب، مستديراً كان أو غير مستدير.
ومنه كَعْب القَدَم وكُعُوب الفتاة.
وكَعَبَ ثديُ المرأة إذا ظهر في صدرها.


الصفحة التالية
Icon