وروى إسماعيل بن أبي خالد عن أبي ظبيان عن قيس بن أبي حازم قال : قال أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) على المنبر : إنكم تقرؤن هذه الآية ﴿ يا أيها الذين آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ ﴾ الآية وتضعونها غير موضعها ولا تدرون ماهي وإني سمعت رسول اللّه ﷺ يقول :" إن الناس إذا رأوا منكراً فلم يغيروه عمّهم اللّه بعقاب، فأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ولا تغتروا بقول اللّه ﴿ يا أيها الذين آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ ﴾ فيقول أحدكم : عليّ نفسي، واللّه لتأمرنّ بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو [ ليستعملن ] عليكم شراركم فليس منكم هو في العذاب، ثم ليدعنّ اللّه خياركم فلا يستجيب لهم " يدل عليه حديث أبي هريرة قال :" قلنا : يا رسول اللّه إن لم نأمر بالمعروف ولم ننه عن المنكر حتى لا يبقى من المعروف شيء إلاّ عملنا به ولا من المنكر شيء إلاّ إنتهينا عنه ولا نأمره ولا ننهي أبداً.
فقال ( عليه السلام ) :" فمروا بالمعروف فإن لم [ يقبلوا به ] كله ما نهوا عن المنكر وإن لم ينتهوا عنه كله " وقيل : معنى الآية : عليكم أنفسكم إذا أمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر فلم يقبل منكم.
قال شقيق بن عقد : قيل لابن عمر : لو جلست في هذه الأيّام فلم تأمر ولم تنه فإن اللّه قال ﴿ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا اهتديتم ﴾.
فقال ابن عمر : إنها ليست لي ولا لأصحابي، لأن رسول اللّه ﷺ قال :" ألا فليبلغ الشاهد الغائب " فكنا نحن الشهود وأنتم الغيب ولكن هذه الآية لأقوام يجيئون من بعدنا إن قالوا لم تقبل منهم.