وقال مقاتل : كان رسول الله ﷺ لا يقبل الجزية إِلا من أهل الكتاب فلما أسلمت العرب طوعاً وكرهاً، قبلها من مجوس هَجَر، فطعن المنافقون في ذلك، فنزلت هذه الآية.
والثاني : أن الرجل كان إِذا أسلم، قالوا له سفهت آباءك وضللتهم، وكان ينبغي لك أن تنصرهم، فنزلت هذه الآية، قاله ابن زيد. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ﴾
فصل
قال الفخر :
قوله ﴿عَلَيْكم أَنفُسَكُمْ﴾ أي احفظوا أنفسكم من ملابسة المعاصي والإصرار على الذنوب قال النحويون عليك وعندك ودونك من جملة أسماء الأفعال.
تقول العرب : عليك وعندك ودونك، فيعدونها إلى المفعول ويقيمونها مقام الفعل، وينصبون بها، فيقال : عليك زيداً كأنه قال : خذ زيداً فقد علاك، أي أشرف عليك، وعندك زيداً، أي حضرك فخذه ودونك، أي قرب منك فخذه، فهذه الأحرف الثلاثة لا اختلاف بين النحويين في إجازة النصب بها ونقل صاحب "الكشاف" ﴿عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾ بالرفع عن نافع. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ٩٣﴾
وقال ابن الجوزى :
قال الزجاج : ومعنى الآية : إِنما ألزمكم الله أمر أنفسكم، ولا يؤاخذكم بذنوب غيركم، وهذه الآية لا توجب ترك الأمر بالمعروف، لأن المؤمن إِذا تركه وهو مستطيع له، فهو ضالّ وليس بمهتدٍ. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ﴾
وقال الآلوسى :
﴿ يا أَيُّهَا الذين ءامَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ ﴾
أي الزموا أنفسكم واحفظوها من ملابسة المعاصي والإصرار على الذنوب، فعليكم اسم فعل أمر نقل إلى ذلك مجموع الجار والمجرور لا الجار وحده كما قيل.