وهو متعد إلى المفعول به بعده وقد يكون لازماً، والمراد به الأمر بالتمسك كما في قوله ﷺ :" عليك بذات الدين " وذكر أبو البقاء أن الكاف والميم في موضع جر لأن اسم الفعل هو المجموع وعلى وحدها لم تستعمل اسماً للفعل بخلاف رويدكم فإن الكاف والميم هناك للخطاب فقط ولا موضع لها لأن رويداً قد استعمل اسماً لأمر المواجه من غير كاف الخطاب وإلى ذلك ذهب سيبويه وهو الصحيح، ونقل الطبرسي أن استعمال على مع الضمير اسم فعل خاص فيما إذا كان الضمير للخطاب فلو قلت عليه زيداً لم يجز وفيه خلاف.
وقرأ نافع في الشواذ ﴿ أَنفُسَكُمْ ﴾ بالرفع، والكلام حينئذٍ مبتدأ وخبر أي لازمة عليكم أنفسكم أو حفظ أنفسكم لازم عليكم بتقدير مضاف في المبتدأ.
وقوله تعالى :﴿ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا اهتديتم ﴾
يحتمل الرفع على أنه كلام مستأنف في موضع التعليل لما قبله وينصره قراءة أبي حيوة ﴿ لا ﴾، ويحتمل أن يكون مجزوماً جواباً للأمر، والمعنى إن لزمتم أنفسكم لا يضركم.
وإنما ضمت الراء اتباعاً لضمة الضاد المنقولة إليها من الراء المدغمة والأصل لا يضرركم، ويجوز أن يكون نهياً مؤكداً للأمر السابق والكلام على حد لا أرينك ههنا.
وينصر احتمال الجزم قراءة من قرأ ﴿ لاَ يَضُرُّكُمْ ﴾ بالفتح ﴿ وَلاَ يَضُرُّكُمْ ﴾ بكسر الضاد وضمها من ضاره يضيره ويضوره بمعنى ضره كذمه وذامه. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٧ صـ ﴾
وقال ابن عاشور :


الصفحة التالية
Icon