قوله تعالى :﴿ فإن عثر على أنهما استحقا إِثماً ﴾ قال المفسرون : لما نزلت الآية الأولى، دعا رسول الله ﷺ عديًّا وتميماً، فاستحلفهما عند المنبر : أنهما لم يخونا شيئاً مما دفع إِليهما، فحلفا، وخلَّى سبيلهما، ثم ظهر الإِناء الذي كتماه، فرفعهما أولياء الميت إِلى رسول الله ﷺ، فنزلت ﴿ فإن عثر على أنهما استحقا إِثماً ﴾. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ﴾

فصل


قال الفخر :
﴿فَإِنْ عُثِرَ على أَنَّهُمَا استحقا إِثْماً﴾
قال الليث رحمه الله : عثر الرجل يعثر عثوراً إذا هجم على أمر لم يهجم عليه غيره.
وأعثرت فلاناً على أمري أي أطلعته عليه، وعثر الرجل يعثر عثرة إذا وقع على شيء، قال أهل اللغة : وأصل عثر بمعنى اطلع من العثرة التي هي الوقوع وذلك لأن العاثر إنما يعثر بشيء كان لا يراه، فلما عثر به اطلع عليه ونظر ما هو، فقيل لكل من اطلع على أمر كان خفياً عليه قد عثر عليه، وأعثر غيره إذا أطلعه عليه، ومنه قوله تعالى :﴿وكذلك أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ﴾ [ الكهف : ٢١ ] أي اطلعنا، ومعنى الآية فإن حصل العثور والوقوف على أنهما أتيا بخيانة واستحقا الإثم بسبب اليمين الكاذبة. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ٩٩﴾
وقال ابن عطية :
وقوله تعالى :﴿ فإن عثر ﴾ استعارة لما يوقع على علمه بعد خفائه اتفاقاً وبعد " إن " لم يرج ولم يقصد، وهذا كما يقال على الخبير سقطت، ووقعت على كذا، قال أبو علي : والإثم هنا اسم الشيء المأخوذ لأن آخذه يأخذه إثم، فسمي آثماً كما سمي ما يؤخذ بغير حق مظلمة، قال سيبويه : المظلمة اسم ما أخذ منك، وكذلك سمي هذا المأخوذ باسم المصدر.


الصفحة التالية
Icon