فائدة
قال ابن الجوزى :
فعلى ما ذكرنا عن الزجاج في معنى الآية، هي محكمة، وقد ذهب قومٌ من المفسرين إِلى أنها منسوخة، ولهم في ناسخها قولان.
أحدهما : أنه آية السيف.
والثاني : أن آخرها نسخ أولها.
روي عن أبي عبيد أنه قال : ليس في القرآن آية جمعت الناسخ والمنسوخ غير هذه، وموضع المنسوخ منها إِلى قوله :﴿ لا يضركم من ضل ﴾ والناسخ : قوله : إِذا اهتديتم.
والهُدى هاهنا : الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ﴾
ومن فوائد الخازن فى الآية
قال عليه الرحمة :
﴿ يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ﴾
قال بعض العلماء : هذا أمر من الله تعالى ومعناه احفظوا أنفسكم من ملابسة الذنوب والإصرار على المعاصي لأنك إذا قلت عليك زيداً معناه الزم زيداً وقيل معناه عليكم أنفسكم فأصلحوا واعملوا في خلاصها من عذاب الله عز وجل.
وانظروا لها ما يقربها من الله عز وجل.
لا يضركم من ضل إذا اهتديتم، يعني لا يضركم كفر من كفر إذا كنتم مهتدين وأطعتم الله عز وجل فيما أمركم به ونهاكم عنه.
قال سعيد بن جبير ومجاهد : نزلت هذه الآية في أهل الكتاب اليهود والنصارى يعني عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل من أهل الكتاب فخذوا منهم الجزية واتركوهم.
وقيل : لما قبلت الجزية من أهل الكتاب قال بعض الكفار : كيف تقبل الجزية من بعض دون بعض؟ فنزلت هذه الآية.
وقيل : إن المؤمنين كان يشتد عليهم بقاء الكفار على كفرهم فقيل لهم : عليكم أنفسكم واجتهدوا في صلاحهم لا يضركم ضلال الضالين ولا جهل الجاهلين إذا كنتم مهتدين.
فإن قلت هل يدل ظاهر هذه الآية على جواز ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


الصفحة التالية
Icon