وقال في موضع آخر : وجاء إليه ناس من الفريسيين وقالوا له : اخرج فاذهب من ههنا فإن ثيرودس يريد ليقتلك، فقال لهم : امضوا وقولوا لهذا الثعلب : إني هوذا أخرج الشياطين وأتم الشفاء اليوم وغداً وفي اليوم الثالث أكمل، وينبغي أن أقيم اليوم وغداً، وفي اليوم الآتي أذهب، لأنه ليس يهلك نبي خارجاً عن يروشليم، أيا يروشليم! أيا يروشليم! يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها! كم من مرة أردت أن أجمع بنيك مثل الدجاجة التي تجمع فراخها تحت جناحيها فلم تريدوا، هوذا أترك بيتكم خراباً، فسمع هيرودس رئيس الربع بجميع ما كان فتحير، لأن كثيراً كانوا يقولون : إن يوحنا قام من الأموات، وآخرون يقولون : إن إليا ظهر، وآخرون يقولون : نبي من الأولين قام، فقال هيرودس : أنا قطعت رأس يوحنا فمن هو الذي نسمع عنه هذا، وطلب أن يبصره ؛ وفي إنجيل متى : وفي ذلك الزمان سمع هيرودس رئيس الربع خبر يسوع فقال لغلمانه : هذا هو يوحنا المعمدان، وهو قام من الأموات من أجل هذه القوات التي يعمل بها.
قوله : المعمد، من أعمده - إذا غسله في ماء المعمودية، قوله : تبررت، أي صارت برية بالنسبة إليهم، قوله : يعيّر المدن، أي يذكر ما أوجب لها العار، قوله : القوات جمع قوة وهي المعجزات هنا، قول : الذي هويت، يعني أحببت حباً شديداً، ولفظ الهوى الظاهر أنه يفهم نقصاً فلا يحل في شرعنا إطلاقه على الله تعالى، قوله : مطفطف، أي مملوء إلى رأسه، لا يزال كذلك، قوله : شرق - وزن : فرح، أي ضعف، من : شرق بريقه، وشرقت الشمس - إذا ضعف ضوءها، قوله : أتون وهو وزن تنور وقد يخفف : أخدود الجيار والجصاص، قوله : بسيطة، أي على الفطرة الأولى، قوله : يروشليم - بتحتانية ومهملة وشين معجمة : بيت المقدس، قوله : ملكوت أبيهم، تقدم ما فيه غير مرة. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٥٦٤ ـ ٥٦٩﴾

فصل


قال الثعلبى :


الصفحة التالية
Icon