﴿ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الحواريين ﴾ أي ألهمتهم وقذفت في قلوبهم الوحي. والوحي على أقسام، وحي بمعنى إرسال جبرئيل إلى الرسول، ووحي بمعنى الإلهام كالإيحاء إلى أم موسى والنحل ووحي بمعنى الأحلام في حال اليقظة في المنام.
قال أبو عبيدة : أوحى لها : أي إليها، وقال الشاعر :

ومن لها القرار فاستقرت وشدها بالراسيات الثبت
يعني أمرت ( وإلى ) صلة يقال : أوحى ووحى. قال اللّه ﴿ بِأَنَّ رَبَّكَ أوحى لَهَا ﴾ [ الزلزلة : ٥ ].
قال العجاج : أوحى لها القرار فاستقرّت.
أي أمرها بالقرار فقرت. والحواريون خواص أصحاب عيسى.
قال الحسن : كانوا قصارين.
وقال مجاهد : كانوا صيادين.
وقال السدي : كانوا ملاحين.
وقال قتادة : الحواريون الوزراء.
وقال عكرمة : هم الأصفياء. وكانوا إثني عشر رجلاً، بطرس ويعقوب ويحنس واندرواسى وخيلبس وأبرثلما ومتى، وتوماس، ويعقوب بن حلقيا، وتداوسيس، وفتاتيا، وتودوس، ﴿ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي ﴾ عيسى ﴿ قالوا ﴾ حين لقيتهم ورفقتهم ﴿ آمَنَّا واشهد بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ﴾. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾
وقال السمرقندى :
﴿ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الحواريين ﴾ يعني : ألهمتهم وألقيت في قلوبهم.
ويقال : أوحيت إلى عيسى ليبلغ الحواريين :﴿ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى ﴾ يعني : صدقوا بتوحيدي ﴿ وَبِرَسُولِى ﴾ فلما أبلغهم الرسالة ﴿ قَالُواْ ءامَنَّا ﴾ يقول : صدقنا بهما ﴿ واشهد ﴾ يا عيسى ﴿ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ﴾ أي : مقرون.
ويقال : هذا معطوف على أول الكلام.
إذ قال الله يا عيسى.
وقال له أيضاً :﴿ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الحواريين ﴾ يعني : ألهمتهم.


الصفحة التالية
Icon