فصل


قال الفخر :
قريء ﴿علام الغيوب﴾ بالنصب.
قال صاحب "الكشاف" والتقدير أن الكلام قد تمّ بقوله ﴿إِنَّكَ أَنتَ﴾ أي أنت الموصوف بأوصافك المعروفة، من العلم وغيره.
ثم نصب ﴿علام الغيوب﴾ على الاختصاص، أو على النداء، أو وصفاً لاسم إن. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١٠٣﴾
وقال الماوردى :
وفي قوله :﴿ عَلاَّمُ الْغُيُوْبِ ﴾ تأويلان :
أحدهما : أنه مبالغة.
والثاني : أنه لكثير المعلومات. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٢ صـ ﴾

فصل


قال الفخر :
دلّت الآية على جواز إطلاق لفظ العلام عليه، كما جاز إطلاق لفظ الخلاق عليه.
أما العلاّمة فإنهم أجمعوا على أنه لا يجوز إطلاقها في حقه ولعل السبب ما فيه من لفظ التأنيث. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١٠٣﴾
ومن فوائد ابن عطية فى الآية
قال رحمه الله :
قوله تعالى :﴿ يوم يجمع الله الرسل ﴾ ذهب قوم من المفسرين إلى أن العامل في ﴿ يوم ﴾ ما تقدم من قوله ﴿ لا يهدي ﴾، وذلك ضعيف، ورصف الآية وبراعتها، إنما هو أن يكون هذا الكلام مستأنفاً، والعامل مقدر إما اذكروا وإما تذكروا وإما احذروا ونحو هذا مما حسن اختصاره لعلم السامع، والإشارة بهذا اليوم إلى يوم القيامة، وخص الرسل بالذكر لأنهم قادة الخلق، وفي ضمن جمعهم جمع الخلائق وهم المكلمون أولاً و﴿ ماذا أجبتم ﴾ معناه ماذا أجابت به الأمم من إيمان أو كفر وطاعة أو عصيان، وهذا السؤال للأنبياء الرسل إنما هو لتقوم الحجة على الأمم ويبتدأ حسابهم على الواضح المستبين لكل مفطور، واختلف الناس في معنى قولهم عليهم السلام ﴿ لا علم لنا ﴾ فقال الطبري ذهلوا عن الجواب لهول المطلع، وذكر عن الحسن أنه قال : لا علم لنا من هول ذلك اليوم. وعن السدي أنه قال : نزلوا منزلاً ذهلت فيه العقول فقالوا لا علم لنا. ثم نزلوا منزلاً آخر شهدوا على قومهم، وعن مجاهد أنه قال : يفزعون فيقولون لا علم لنا.


الصفحة التالية
Icon