وقال ابن عطية :
ذكر الله تعالى عن عيسى أنه أجابهم إلى دعاء الله في أمر المائدة. فروي أنه لبس جبة شعر ورداء شعر وقام يصلي ويبكي ويدعو. و﴿ اللهم ﴾ عند سيبويه أصلها يا الله فجعلت الميمان بدلاً من ياء و﴿ ربنا ﴾ منادى آخر، ولا يكون صفة لأن ﴿ اللهم ﴾ يجري مجرى الأصوات من أجل ما لحقه من التغيير، وقرأ الجمهور " تكون لنا " على الصفة للمائدة. وقرأ ابن مسعود والأعمش " تكن لنا " على جواب ﴿ أنزل ﴾ والعيد : المجتمع واليوم المشهود، وعرفه أن يقال فيما يستدير بالسنة أو بالشهر والجمعة ونحوه. وهو من عاد يعود فأصله الواو ولكن لزمته الياء من أجل كسرة العين، وقرأ جمهور الناس " لأولنا وآخرنا " وقرأ زيد بن ثابت وابن محيصن والجحدري :" لأولنا وأخرانا ". واختلف المتأولون في معنى ذلك، فقال السدي وقتادة وابن جريج وسفيان : لأولنا معناه لأول الأمة ثم لمن بعدهم حتى لآخرها يتخذون ذلك اليوم عيداً. وروي عن ابن عباس أن المعنى يكون مجتمعاً لجميعنا أولنا وآخرنا، قال : وأكل من المائدة حين وضعت أول الناس كما أكل آخرهم.
قال القاضي أبو محمد : فالعيد على هذا لا يراد به المستدير. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾