وقال أبو السعود :
﴿ قَالَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ ﴾ لما رأى عليه السلام أن لهم غَرَضاً صحيحاً في ذلك، وأنهم لا يُقلعون عنه، أزمعَ على استدعائها واستنزالها، وأراد أن يُلزِمَهم الحجةَ بكمالها.
رُوي أنه عليه الصلاة والسلام اغتسل ولبس المِسْح وصلى ركعتين فطأطأ رأسه وغض بصرَه ثم قال :﴿ اللهم رَبَّنَآ ﴾ ربنا، ناداه سبحانه وتعالى مرتين، مرةً بوصف الألوهية الجامعةِ لجميع الكمالات، ومرةً بوصف الربوبية المُنْبئةِ عن التربية، وإظهاراً لغاية التضرّع، ومبالغةً في الاستدعاء ﴿ أُنزِلَ عَلَيْنَا ﴾ تقديمُ الظرف على قوله :﴿ مَائِدَةً ﴾ لما مر مراراً من الاهتمام بالمقدم والتشويق إلى المؤخر، وقوله :﴿ مّنَ السماء ﴾ متعلق بأنزل أو بمحذوفٍ هو صفةٌ لمائدة، أي كائنةً من السماء نازلةً منها.